اذهب إلى المحتوى الرئيسي
جوبا - ١ يونيو ٢٠١٥

منظمة غير حكومية تقول انها فقدت الإتصال مع أربعة من موظفيها بجنوب السودان

قالت منظمة اللاعنف وقوة السلام الغير حكومية أنها فقدت الاتصال مع أربعة من موظفيها كانوا يعملون في منطقة كوج بولاية الوحد، حيث أجبروا على الفرار من كوج جنبا إلى جنب مع غيرهم من المدنيين نتيجة للهجمات في المنطقة.

وبحسب مدير المنظمة في جنوب السودان، تيفاني ايثوم، فإن الموظفين المفقودين هم مريم، ريبيكا، مايكل ودووب وقد عملوا كضباط حماية في منطقة كوخ. وقالت تيفاني أنهم ظلوا مفقودين منذ عدة أيام.

وأضافت: "عندما تجدد القتال في جنوب ولاية الوحدة مريم، ريبيكا، مايكل و دووب، كانوا على اتصال منتظم مع مكتب جوبا، حيث أبلغونا أنهم قرروا الانضمام إلى بقية مجتمعهم وأسرهم، للخروج إلى الغابة  بعيدا عن القتال".

وزادت: "لقد ظلوا على اتصال هاتفي بنا لعدة أيام، واطلعونا على صحتهم والوضع بصورة عامة. ولكن للأسف بدأت بطارية الهاتف الذي كانوا يستخدمونه للاتصال بنا بالنفاذ عند مرورهم بمستنقع ولم تكن هنالك أي طريقة لإعادة شحنه".

وقال ضابط الحماية جوناثان موري، وهو صديق وزميل لدووب، إنه قضى ساعات طويلة معه قبل اندلاع اعمال العنف الاخيرة في ولاية الوحدة. وقال انه يشعر بالقلق على صديقه، الذي أشاد به كشخص محب للسلام عمل بجد للحفاظ على أمن وسلامة أسرته ومجتمعه.

وأضاف: "الناس في مجتمعه ينادوني بأخيهم، أنا فخور لكي ينادني الناس بأخ هذا الرجل، الذي عاش حياة لا يمكن أن يتخيلها إلا القليلون". وأشار موري إلى أن زميله دووب تم تجنيده قسرا في الجيش عندما كان في سن العاشرة وقضى شبابه بدون عائلة، متجها إلى شرق أفريقيا سيرا مع قوة عسكريةلم يكن يتحدث لغتها مجبرا على تنفيذ أوامرهم وتعرضه للمعاملة القاسية لأنه كان صغيرا.

وقد أصبح في وقت لاحق لاجئ هاجر في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل ودرس العدالة الجنائية في كلية المجتمع. واضاف: "لقد شهد العديد من الفظائع في حياته وأراد أن يمعرف المزيد حول كيفية تنفيذ القانون وإحلال السلام في بلاده. وقبل أن يكمل دراسته، مرضت والدته وعلى الرغم من أنه كان قد انفصل عنها منذ أن كان في العاشرة من عمره، عاد إلى ولاية الوحدة للعيش في منطقة تعاني من الفقر المدقع والمشقات وبعد سنوات قليلة فقط في أوخر عام 2013 اندلعت الأزمة في جنوب السودان".

وأشار موري إلى أن أسرة دووب بما في ذلك والدته وزوجته وأطفاله أجبروا بالفعل على الفرار مرة واحدة في العام الماضي وتم حرق منزلهم. وتم التعاقد مع دووب للعمل مع منظمة اللاعنف وقوة السلام في 2014 وكان من بين مهامه المساعدة على تنظيم ورش عمل حول دريب المجتمع على التخطيط والاستعداد للطوارئ.

وأفاد عمال بالمنظمة بالقول: "التقارير التي نسمعها من ولاية الوحدة تشير إلى أن المدنيين من الرجال والنساء والأطفال يتعرضون للمطاردة في الغابات بجانب تعرضهم للقتل أو الاغتصاب على نطاق واسع. ويؤسفنا جدا أن نتخيل أن زميلنا دووب يفر من مستنقع إلى مستنقع وغابة إلى غابة في محاولة للحفاظ سلامة وأمن أولاده الصغار وأمه المسنة".

وأشار موري أيضا إلى أن واحدة من الموظفات المفقودات في منطقة كوج لديها طفل حديث الولادة.

"موظفينا من الوطنيين هم عمال في المجال الإنساني،إنهم أناس محبين للسلام، ولكنهم مدنيون في المقام الأول، انهم لا يحملون أسلحة. المنظمة قلقة للغاية بشأن حياة المدنيين الذين والموظفين الوطنيين الذي فروا إلى الغابة. ونحث بشدة أطراف النزاع إلى الامتناع عن مهاجمة المدنيين الذين يسعون للأمن وليس لهم علاقة بالصراع".