اذهب إلى المحتوى الرئيسي
جنوب السودان - ١ نوفمبر ٢٠٢١

سرطان الثدى: النساء يواجهن المرض في غياب مراكز العلاج وصمت الحكومة في جنوب السودان

سرطان الثدي هو من أكثر أنواع  السرطانات شيوعا بين النساء، وهو ورم سرطاني ينشأ في خلايا الثدي نفسها والتي يحدث فيها تكاثر غير طبيعي في الخلايا ينتج عنها تشكيل كتلة بالثدي وقد تنتشر في بعض الأحيان إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريـق الأوعية الدموية اللمفاوية.

وتقول منظمة الصحة العالمية، أن في عام 2020، شُخصت إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 685000 حالة وفاة بسببه على مستوى العالم. وفي نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية، مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم.

 في جنوب السودان، لا توجد أرقام وإحصائيات عن مرض سرطان الثدى وسط النساء، حيث تعاني النساء المصابات تحديات الوصول إلى خدمات العلاج، نتيجة لضعف البنية التحتية وغياب أجهزة الفحص المبكر بجانب التوعية والاخصائين في هذا المجال.

ويرى العديد من المواطنين في حديثهم لراديو تمازُج، أن عدم اهتمام الحكومة "وزارة الصحة" بالتوعية عن مخاطر سرطان الثدي، وتوفير اجهزة الفحص ومراكز العلاج يمثل تحديا كبيرا ويساهم في زيادة نسبة الوفيات بين النساء في جنوب السودان.

المواطنة نورة جمعة، في حديثها لراديو تمازُج تقول، أن عدم وجود مراكز الفحص والتوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي، يشكل تحديا للنساء في البلاد. موضحة أن ليست هناك خدمات التوعية للنساء في المناطق الطرفية "الارياف".

تحكي نورة، عن قصة أحد صديقاتها، التي ماتت بسبب سرطان الثدي، وتقول: "صديقتي كانت تسكن في حي الرجاف غرب العاصمة جوبا، عانت كثيراً من مرض سرطان الثدي، ولأنها لا تملك والسيلة والمال للعلاج، ماتت متأثرة بسرطان الثدى".

نورة، تطالب الحكومة والمنظمات الصحية، بتوعية النساء في المناطق الريفية عن مخاطر سرطان الثدي، لكنها شددت على أن غياب اجهزة الفحص ومراكز العلاج يشكل تحديا كبيرا.

وتطالب الأم نادية، الحكومة بإنشاء مراكز علاج سرطان الثدي، والقيام بالتوعية في كل الولايات، وتناشد ايضاً النساء على الإستمرار  في الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأمهات المرضعات، لأهميتها وان ذلك تساعد في تقليل الإصابة بالأورام وسرطان الثدي على حسب حديثها.

تحث ماما نادية، النساء في جنوب السودان على الاهتمام بالإرشادات الطبية للحماية من سرطان الثدي.

الطبيب اورومو فرانسيس، أخصائي الأمراض الخبيثة، في حديثه يقول أن مرض سرطان الثدي يعتبر أحد المشاكل الصحية العامة على مستوى العالم خاصةً في جنوب السودان.

ويوضح فرانسيس، أن سرطان الثدي أنواع، احيانا تكون الاصابة في الغدد أو أنابيب اللبن في الثدي، وإن أعراضه تكون معروفة من ألم أو ورم في الثدي او إفرازات الحلمة، وقال: "من اسباب الاصابة بسرطان الثدي التقدم في العمر، والعوامل الوراثية، ووجود أنسجة كثيفة للثدي، والتعرض للاستروجين، وزيادة كتلة الجسم والعلاج الهرموني".

ويشير الأخصائي، أن استخدام حبوب منع الحمل والنظام الغذائي غير المتوازن والدهون وعدم الرياضة، من الاسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي.

وأبان الاخصائي، أن عملية فحص سرطان الثدى سهلة، لكن الظروف الصحية في جنوب السودان، من غياب مراكز الفحص وعلاج الأورام يشكل تحديا كبيرا.

يناشد اورومو، النساء بضرورة إجراء الفحص الدوري، من اجل الكشف المبكر لاي سرطان يمكن ان يتم علاجه بسهولة، وإن على النساء والفتيات ممارسة الكشف الذاتي بشكل متكرر مرتين في الاسبوع والمحافظة على الصحة العامة وممارسة الرياضة والتوازن في تناول الطعام.

الباحث في الأمراض المعدية واخصائي المختبرات الطبية، مارك اجاك، قال أن: "المؤسسات الصحية في البلاد تفتقر لمقومات تشخيص سرطان الثدي، حيث لا توجد اجهزة الفحص المعملي".

ويقول مارك، أن النساء المصابات بسرطان الثدي، يجدن صعوبة في التشخيص و العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة، نسبة لسوء الوضع الاقتصادي و تردي الوضع الصحي، في جنوب السودان.

وقال مارك، إن العديد من النساء المصابات بسرطان الثدى يلجأون للعلاج في دول الجوار، نسبة لعدم وجود قسم الأورام في جميع المستشفيات.

الطبيبة نياويج بيتر قاركوث، في حديثها لراديو تماُزج، كشفت أن في جنوب السودان لا يوجد جهاز "ماموجرام" لفحص سرطان الثدي، وتوضح أن الجهاز  مهمته اكتشاف السرطان بحجم حبّة الأرز، قبل أن تلاحظ المرأة أيّ تغييرات في الثدي.

وتابعت: "فقدت أشخاص مقربين، بمرض سرطان الثدي، إذا كان لدينا اجهزة فحص في جنوب السودان لكان الوضع مختلف، لأنه عندما تصل المرأة سن الأربعين يجب ان تفحص بشكل روتيني كل ستة أشهر".

واكدت مصادر طبية في وزارة الصحة القومية فضلت حجب هويتها لراديو تمازُج، عدم وجود أجهزة "ماموجرام" و مراكز للعلاج الكيماوي في مستشفى جوبا التعليمي والولايات.

فحص الماموجرام هو طريقة الفحص الأكثر فعالية للكشف عن وجود السرطان في الثدي في مراحله المبكّرة، حيث أن نسبة النجاة من سرطان الثّدي في مراحل مبكرة تصل إلى 90%.، لكن الحكومة في جنوب السودان غير قادرة على توفير الجهاز الذي لا تتعدى سعره 50 ألف دولار أمريكي.

وتضع الطبيبة نياويج، علامات الاستفهام، عن دور المنظمات العاملة في المجال الصحي والحكومة التي تتمثل في وزارة الصحة القومية، في محاربة سرطان الثدى. قائلة: "وزارة الصحة ليست لديها خطط للتوعية بمخاطر السرطان، أو مشاريع لشراء اجهزة الفحص ومراكز العلاج الكيماوي".

المواطن مجاك دينق، يرى أن هناك قصور من المنظمات والحكومة في توعية النساء عن مخاطر مرض سرطان الثدي. وقال دينق لـ"تمازج": "على الحكومة والمنظمات العاملة في المجال الصحي بالبلاد القيام بحملات  التوعية للنساء عن مخاطر سرطان الثدي، وإنشاء مركز للعلاج بكامل المعدات وتوفير أطباء مختصين في هذا المجال".

راديو تمازج حاول الوصول لوزارة الصحة للرد على شكاوى المواطنين ومعرفة دور الحكومة في محاربة سرطان الثدى، لكن الاتصال تعذر.

وتنصح منظمة الصحة العالمية النساء على أن بجانب حصول المرأة على صورة بالأشعة للثدي كل سنتين، عليها معرفة الشكل والإحساس الطبيعتين الثدي، في حالة ظهور أي تغييرات مثل ظهور اورام او الشعور بألم أو خروج إفرازات من الحلمة. من ثم زيارة الطبيب.

تهدف مبادرة منظمة الصحة العالمية، بشأن سرطان الثدي إلى خفض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي في العالم بنسبة 2.5٪ سنوياً، وبالتالي تجنب 2.5 مليون حالة وفاة من جراء سرطان الثدي على مستوى العالم بين عامي 2020 و 2040. والركائز الثلاث لتحقيق هذه الأهداف هي: التثقيف الصحي لتعزيز الكشف المبكر؛ والتشخيص المبكّر؛ والعلاج الشامل لسرطان الثدي.