اذهب إلى المحتوى الرئيسي
بقلم الأستاذ/ مثيانق شريلو - ٢١ يوليو ٢٠١٩

رأي: المخابرات المصرية في جوبا

*زيارة سريعة للبلاد ليست عادية بكل تأكيد،  قام بها رئيس المخابرات العامة  المصرية  اللواء عباس كامل ،  التقى خلالها برئيس الجمهورية بوصفه مبعوثا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،  تعد هذه هي الزيارة الثانية لمدينة جوبا بعد الزيارة الأولى التي قام بها عمر سليمان في العام ٢٠١٠م ، أي قبل أشهر من استقلال البلاد  الزيارة هي الارفع  لمسؤول مصري في البلاد عقب زيارة سابقة لوزير الخارجية وبعض من المسؤولين،  وتحمل هذه الزيارة في هذا التوقيت العديد من الدلالات الخاصة بمستوى تطور العلاقة بين جوبا والقاهرة. 

*عملياً ناقشت الزيارة عدة مسائل تتصل بسبل تقديم الدعم اللوجستي العاجل لتنفيذ المسائل المتعلقة بالترتيبات الأمنية في اتفاق السلام ، نشير هنا تحديدا أن القاهرة سبقت وأن وعدت جوبا بالمساهمة الفعالة في دعم اتفاق السلام، عقب تمسك الترويكا بعدم دعم التسوية السياسية في البلاد ، إلا بعد أن تظهر الأطراف الالتزام الحقيقي نحو تنفيذ هذا الاتفاق ، الذي يواجه شبه الانهيار بسبب صعوبات مادية تتعلق بغياب التمويل المطلوب لتغطية تكاليف البرامج الملحة الخاصة بضمان التنفيذ المرن للاتفاق.

*جاءت زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية عقب أقل من شهر على الزيارة التي قام بها الوفد الحكومي برئاسة المستشار الرئاسي للشؤون الامنية توت قلواك،  الذي ذهب الى القاهرة أيضا بوصفه أيضا رئيس للجنة الفترة ما قبل الانتقالية ، وسريعا جاء الرد من القاهرة التي كلفت نفسها بإرسال رئيس مخابراتها،  الذي يعد من صقور النظام المصري بحكم إشرافه على العديد من الملفات المتعلقة بدول الجوار والإقليم،  واجزم بأن الزيارة إلى جوبا ناقشت أيضا الوضع السياسي الحالي في السودان ، والدور التنسيقي المطلوب من جوبا والقاهرة لصالح الأوضاع في السودان .

*ربما سيكون السؤال الرئيسي عقب انتهاء زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية للبلاد والتي كانت سريعة ، الذي سيطرح نفسه ما التالي والنتائج المترتبة عقب هذه الزيارة ، في تقديري أن النتائج ستكون سريعة بما يسمح بالإعلان عن تجاوز عدة نقاط تتعلق بتمويل مراكز تجميع القوات والتي أصبحت بعضها  جاهزة تقريبا لاستقبال القوات تمهيدا لتدشين برامج تدريبها على المناهج المتفقة عليها من جميع الأطراف،  وبالتالي ستكون القاهرة قد تمكنت من تقديم خدمة لكل الأطراف ، كان من المفترض أن تقوم بها الخرطوم والتي أصبحت آنيا منشغلة بترتيبات الانتقال السياسي عقب سقوط نظام المخلوع عمر البشير .

الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان

 مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج